وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب م. محمد عواد الشوبكي
على مدار مجالس النواب المتعاقبة لم يلمس المواطن أي تغيير حقيقي إيجابي يشار له بالبنان ،،
لم اجد مسؤلا تبوء منصبا عمل لمصلحة الوطن ، سوى اللهم جعل من الوزارة مزرعة له ولذويه وممن هم محسوبون عليه ،،
تبادل المنافع والمكاسب ومن تحت الطاولة كان بين ممثلي الشعب والوزراء ، الا من رحم ربي وهم قليل ،،
لم ارى مسؤلا وضع مخافة الله بين عينيه ، لست متفائلا ولا متشائما أو حتى متشائلا ، أي بمعنى الجمع بين التفاؤل والتشاؤم ،،
ولكن سنضع الحقائق بدون مواربة أو مجاملة. يطلق المرشح شعارات وطنية واصلاحية فضفاضة ولكن مجرد أن يدخل ردهات المجلس ، فينبهت ببريق المجلس و تنقلب الأمور رأسا على عقب ،وتبدء رحلة المساومات ،،
ولو كان في تعاقب المجالس تغييرا حقيقيا ، لما ازدادت الأمور سوءا بل اسوء ،،
حينئذ يصبح حكي السرايا غير القرايا أو حسابات البيدر غير حسابات الحقل ،فيتم اغراؤه بمزايا مالية أو بيت جميل أو حتى هدية من سيارة فخمة وبعضهم لم يحلم حتى باقتتاء أو دفع ثمن عجلة سيارة .فيقول فرصة ولاحت وان هبت ريحك فاغتنمها ،،
فيبدء بصفقة مع فاسد وهذا يكسر عينه وهو بدوره يغطي على الفاسد ،وتبدء رحلة المساومات إلى أن تنتهي مدة المجلس فيأتي بعده من يكمل المشوار ، فيغدو مجلس أو قل مجالس ديكور ، كما وصف ذلك أحد النواب المخضرمين ،،
لن اسمي اسماء من هنا او هناك ،فلئن ذكرت اسم فاسد فسوف اتهم بالتشهير ويلاحقني قانون الجرائم الاليكترونية بتهمة اغتيال الشخصية .ولئن مدحت صالحا فهذا واجبه الأخلاقي والدستوري ،،
لن يفعل المجلس العشرون أي شيئ ، وحتى نواب الحركة الإسلامية ولو سيطروا على نصف المقاعد فسوف يتم تحجيمهم والغنيمة هي بالسلامة ،اما البقية الباقية فلن يكونوا بأفضل حال ممن سبقهم فتبادل المنافغ والمصالح يسمو فوق كل اعتبار ،،
عندما يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وعندما يتم تجفيف منابع الفساد، وعندما يتم إنشاء لجنة لتقصي الأموال المنهوبة ومصدرها وإعادتها للخزينة وإعادة كل واحد لحجمه الطبيعي ،وعندما يتم التعيين على أساس تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية بفض النظر عن الأصل أو المذهب أو الجنس أو اللون أو العرق ، وعندما لاتصبح الوظيفة مفنما أو مكسبا أو مزرعة لهذا أو ذاك ،وعندما وعندما ،حينئذ نقول بدء التغيير ،ولا بد أن يأتي يوما ما، فهذه طبيعة الأشياء، ودوام هذا الحال من المحال ،،
في الختام ما اتفه من باع دينه بدنياه وحلف على كتاب الله ،فنكث الإيمان ، فلن ينفعه مال ولا جاه. ويلعنه الله وملائكته ورسله ويلعنه اللاعنون ، كما جاء في القرآن الكريم ، كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه
،وسيبقى المال الحرام حسرة وندامة عليه في الدنيا قبل الأخرة ، ولن يصح في النهاية الا الصحيح ،،
م.محمد عواد الشوبكي