تخلط العملية الإستشهادية التي نفذها أردنيان “عامر قواس وحسام أبو غزاله” صباح الجمعة بالتوازي مع إستشهاد القائد يحيى السنوار كل الأوراق الإقليمية والأمنية مجددا في منطقة الأغوار وخصوصا بين الأردن وإسرائيل خلافا لأن الإعلام الإسرائيلي بدأ مبكرا بالمبالغة في تضخيم الحديث عن العملية.
ودلالة أهمية تلك العملية التي نفذها بالقرب من البحر الميت أردنيان يعمل أحدهما معلما في إحدى المدارس والآخر مهندسا يمكن تلمسها من خلال إصدار القوات المسلحة تصريحا نفت فيه وبصيغة تكذيبية ما ورد في وسائل إعلام إسرائيلية بخصوص خلفية المنفذين.
وقال البيان العسكري الرسمي ان المنفذان لا علاقة لهما بالكادر الرسمي بقوات الجيش وطالبت القوات المسلحة من الشعب الأردني إستقاء المعلومات حصرا من مصادرها الشرعية.
وتبين لاحقا ان “كذبة” صحف اليمين الإسرائيلي هي الأساس الترويجي خصوصا بعدما تبين بأن المنفذان متخرجان جامعيان ويعملان في عمان بوظائف لدى القطاع الخاص.
وفرضت السلطات تكتما شديدا على تفاصيل العملية التي إنتهت بإشتباك بالرصاص مع دوريات تتبع الجيش الإسرائيلي وكانت النتيجة سقوط جريحين من جانب جيش الإحتلال وإستشهاد المنفذين .
ويعيد الحادث تسليط الضوء على منطقة الأغوار على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة حيث تخدم الحادثة خطة اليمين الإسرائيلي لبناء جدار عازل في الأغوار لكنها تؤشر مجددا على حجم الإحتقان الشعبي في الأردن بسبب سلسلة الجرائم الإسرائيلية.
والعنصر الجديد تماما والمثير في حادثة البحر الميت تمثلت في ان الشهيدان سجلا وعلى طريقة “الإستشهاديين في الضفة الغربية” قبل ربع قرن وصيتهما بالصوت والصورة قبل التنفيذ وعقدا النية على التنفيذ ونيل الشهادة مع التأكيد على ان خلفية العملية هي الرد على المجازر التي ترتبكها إسرائيل ضد “أهلنا في غزة” ونصرة لله ولرسوله وللمسجد الأقصى.
وتخشى السلطات من ان يشجع تسجيل الوصية بالصوت والصورة العديد من الشباب الأخرين على النية لتنفيذ عمليات مماثلة خصوصا وان السلطات الأردنية أعلنت انها تحقق بالتفاصيل وستصل إلى النتائج .
لكن الغموض المحيط بالظروف والخلفيات والتفاصيل يسمح بتأويلات متنوعة خصوصا وان الوضع العام بالمنطقة غير مستقر والجرائم الإسرائيلية، برأي مصدر رسمي أردني رفيع المستوى، تدفع بإتجاه المزيد من محاولات التسلل عبر الأغوار.
وإرتدى الإنتحاريان زيا عسكريا لكنه لا يطابق الزي الذي تستعمله القوات الأمنية الأردنية.