وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب محمود الدباس
ليس سرا.. ولا هو اكتشاف اكتشفته للتو.. وبنظرة سريعة ومتفحصة نوعا ما.. سنجد ان كثيرا ممن يكتبون باقلام ومداد وطني.. يحسبون الف حساب حين يهُمون بالكتابة.. فمنهم من “يُجَعلِكَ” اوراقه ويلقي بها في سلة القمامة.. كناية عن حذفه وشطبه ما كتب على حاسوبه او تلفونه.. خوفا من مقص الرقيب او من مثولِه امام المدعي العام..
وحين نعلم ما كتبه.. سنجده يستحق ان يكتب بماء الذهب.. ويُدوَّن اسمه في صحائف الوطنين الشرفاء..
كنت قد كتبت مقالا منذ مدة بعنوان “اطلقوا الأقلام الوطنية ولا تكبلوها”.. وكان سبب الكتابة حينها ما شهده الاردن من هجمات اعلامية مسعورة.. تمس الاردن قيادة وشعبا.. وللاسف يقف الكاتب الوطني شبه مكبلا.. فلا يستطيع الرد الا بمقالات ومنشورات “مُدَبلَسَة” حتى لا يتسبب بتعكير صفو العلاقات مع شعوب ودول تهاجمنا اعلاميا “عيني عينك”..
وفي معرض استمرار الهجمات الاعلامية الحاقدة على الاردن كاملا.. وبمناسبة او بغير مناسبة.. فانني اعاود المطالبة بفك القيود عن الاقلام الوطنية.. وعدم اعطائها الفرصة لكي تهاجر للكتابة في مواقع خارجية.. هربا من التسبب بالحرج للدولة الاردنية.. او حتى المحاكمة بسبب مخالفتها لقانون الجرائم الإلكترونية والمطبوعات والنشر..
من هنا.. أطالب الحكومة بانشاء “المدينة الصحفية الحرة” بقانون خاص.. كما هو الحال في مدينة البث التلفزيوني.. بحيث يستطيع اي موقع اعلامي جديد او موجودا بالاصل.. التسجيل تحت مظلتها.. بغض النظر اكان شرطا ان يكون لهذه المدينة موقع جغرافي محدد.. ويجب ان يكون الموقع الاعلامي متواجدا بداخله.. او ان الموقع الاعلامي يكون فقط مندرجا وخاضعا للقوانين الخاصة للمدينة الصحفية.. وموجودا في اي مكان على الاراضي الاردنية..
وبهذا الحل.. يكون للمواقع الصحفية حرية التعبير والنشر بسقوف اعلى.. ويستطيع الكاتب الوطني استغلالها للرد على من يهاجم الاردن بالشكل الذي يليق به.. بعيدا عن قوانين الجرائم الالكتروني ومقص الرقيب.. وتسبيب الاحراج للدولة..
ولن اتحدث هنا عن الاهمية او العوائد الاقتصادية من هكذا فكرة.. ولا عن ماذا سيكون الاثر على ترتيب الاردن في موضوع الحريات الصحفية..
محمود الدباس – ابو الليث..