Ad image

الدباس يكتب : التجييش ضد الإخوان.. إلى أين يقودنا؟!..

dawoud
4 Min Read

وكالة تليسكوب الاخبارية
في ظل الضغوط التي تواجهها الدول في المنطقة.. وحالة عدم الاستقرار السياسي التي تعصف بالكثير من الأنظمة.. تظهر بين الحين والآخر محاولات لتأجيج الصراعات الداخلية.. وافتعال الأزمات.. تلك المحاولات التي غالبا ما تأتي تحت عناوين برّاقة وذريعة “حماية الأمن الوطني” أو “مواجهة الأخطار الخارجية”.. إلا أن السؤال الذي يتوجب طرحه هنا هو.. لمصلحة مَن يتم التجييش ضد مكون وطني.. كجماعة الإخوان المسلمين؟!..

بداية فانا لست إخوانيا.. ولست من داعميهم.. وأختلف معهم في الكثير من الافكار والمواقف.. ولكن كمواطن يريد الخير للأردن.. ومن الناس الذين يعشقون البناء الايجابي.. ومن الرافضين بشدة الهدم والخراب.. إلا أنني أجد في هذه المحاولات تهديداً لوحدتنا.. وتماسكنا الداخلي..

الحدث الأخير الذي يتعلق بتسلل شابين أردنيين إلى فلسطين المحتلة.. وقتلهما برصاص جيش الاحتلال.. ونحسبهما من الشهداء عند رب العالمين.. والذي أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بشأنه بياناً يهنئ بالشهادة دون تبني العملية.. أُخذ على غير محمله الطبيعي.. حيث تم تضخيمه من قبل البعض.. وكأن الجماعة أعلنت مسؤوليتها عن العملية.. وهنا يكمن جوهر الأزمة.. إذ تُفسر التصريحات والبيانات أحياناً خارج سياقها.. ويُبنى عليها ما يضر بالوحدة الوطنية.. ويثير الفتن..

إن الدولة الأردنية ومنذ نشأة الإخوان المسلمين.. تعاملت مع الحركة بروح المسؤولية والحكمة العالية.. معتبرة وجودها عاملاً إيجابياً يصب في مصلحة التوازن الداخلي.. وبالرغم من بعض المواقف التي قد تكون أزعجت الدولة.. إلا أن الدولة كانت ولا تزال تدرك أهمية وجود قوى معارضة معتدلة.. تعمل ضمن الأطر القانونية والسياسية المتاحة.. وهذا ما أثبتته الانتخابات النيابية الأخيرة بفوز الإخوان بـ31 مقعداُ في مجلس النواب.. وهو دليل على الحيّز الديمقراطي الذي تتمتع به الحركة داخل البلاد..

إذا.. لماذا كل هذا التجييش ضد الإخوان المسلمين؟!.. ومَن الذي يستفيد من ضرب هذه الجماعة.. وتشويه صورتها أمام الرأي العام؟!.. إن اتخاذ أي قرار متهور ضد مكون بهذا الحجم.. لا يؤدي إلا إلى تآكل المنجز الديمقراطي الذي بُني بجهود الجميع.. وإن الإضرار بأحد مكونات المجتمع.. هو إضرار بالجميع.. فالتنوع السياسي والاجتماعي.. هو ما يجعل الأردن قوياً ومتماسكاً أمام التحديات الإقليمية والدولية..

وفي ذات الوقت.. يجب على جماعة الإخوان المسلمين.. أن تكون أكثر حذراً في إصدار البيانات والتصريحات.. فلا يجوز أن تسوقهم العواطف.. أو الرغبة في استغلال لحظات كهذه.. لزيادة شعبيتهم.. أو لتحصيل مكاسب سياسية.. وعليها أن تعي تماماً.. أن أي تصريح غير مدروس.. قد يُفهم بطريقة خاطئة.. ويعود عليهم وعلى الوطن بأضرار جسيمة.. ولذلك يجب أن يكونوا واعين لتبعات ما يصدر عنهم من مواقف.. وخاصة في ظل الأوضاع الراهنة.. التي تتطلب المزيد من الوحدة والرصانة والفهم الكامل والشامل لمآلات أي تصريح او موقف..

وفي الختام.. يجب علينا جميعاً.. دولةً ومكونات وطنية.. أن نطوي هذه الصفحة.. ونتوجه لتقوية الصفوف.. ورص الجبهة الوطنية.. فالخطر الذي يحيط بنا من كل جانب.. لا يسمح لنا بالتهاون.. أو الانجرار خلف أمور تضعفنا.. الوقت الآن هو لتوحيد الجهود.. ومواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار الأردن..
فلنحافظ على هذه اللوحة الفسيفسائية التي عزّ نظيرها.. والتي تم رسمها.. والحفاظ عليها.. بدم وعرق الآباء والأجداد..

محمود الدباس – ابو الليث..


😇🙏🌷

Share This Article