Ad image

الحالة الإعلامية الأردنية بين الهلامية و الواقعية

dawoud
5 Min Read

وكالة تليسكوب الاخبارية  – بقلم الكاتب د. محمد العزة

يستيقظ الأردنيون اليوم على صدى  اصوات  و هزات أقلام بعض المحللين والكتاب السياسيين و الصحفيين الاردنيين من أصحاب المدرسة الواقعية والمنطق المجرد ، منطق يستند إلى محور الارتكاز  و الانحياز للموضوعيه كقاعدة في الإحتكام لاصدار الأحكام ، التي تأتي بعد خلاصة عن دراسة لمجريات الأحداث و تحليل المعلومات و المعطيات التي ترشح من أرضها ، والذهاب الى إستخلاص النتائج النهائية أو المتوقعة للخروج بالتوصيات الصحيحة و السليمة التي تصب في خدمة  المصلحة الوطنية العليا .

مقدمة المقال هو وصف لحالة إعلامية سياسية صحفية يتم إعادة تشكيلها و  زيادة حضورها على الساحة الأردنية بعد فترة من الانقطاع أو التراجع عن هكذا طروحات  ، روادها من النخب الإعلامية والصحفية و الحزبية السياسية التي حسمت أمرها واتخذت قرارها بضرورة المصارحة و المكاشفة كمنهجية عملية في تقديم المشهد للمشاهد الاردني   كما هو من جميع جوانبه و تجلياته و تسليط الأضواء على سلبياته و ايجابياته ، و مواكبة آخر  التطورات بعيدا عن  المجاملات و المزاودات أو السجالات  في الرأي حول ملفات لا ترقى إلى وصف الرئيسيه ، و يسعى البعض لتقديمها على أنها أولوية في سلم الواجبات الوطنية في حين هي فقاعات صابونية ، ذات قوام هلامية تخفي فراغ طرح هكذا ملفات من المضمون و ما الجدوى سوى أنه وسيلة التفات و أفلات عن ما هو أهم وأجدر بالاهتمام .

المواطن الاردني اليوم  مطالب بإعمال العقل والمنطق و ادوات التحليل العلمية ، والتخلص من أسلوب التجميل لمن هو في  المسؤولية العامة سواء الرسمية أو المدنية  وما يترتب  عليها من نتائج المجاملة فيها من ضعف المخرجات المحتملة جراء ذلك من

صعوبات في تقنيات صياغة الخطاب السياسي و نوع ادوات توجيه  للشارع التي تواجهها بعض النخب السياسية في تكريس يعكس عدم معرفة  المشهد أو تجاهله و للاسف في ظل يمين سياسي عاطفي ساعي و يسار مشتت بحاجة إلى هيكلة يحاول البقاء و الحفاظ على جسده طافيا فوق سطح الماء يتنفس فقط و وسط يعيش على إرثه و تاريخه و تكرار تواجده في السلطة .

ان الاوان لحسم عناوين عريضة مثل الهوية الوطنية و المواطنة و برامجية الأحزاب و توحيد الدعم رؤية لمواقف السياسة الديبلوماسية  الأردنية وشرحها للناس .

 حجم الاعتراض على بعض الصحفيين والكتاب و المحللين السياسيين الاردنيين ممن ينادون بالمشروع الوطني الاردني و عناوينه الرئيسية  غير مبرر ، و يكشف أيضا عن اسلوب توظف فيه  العاطفة  الشعبية و الدينية  لاكتساب وصاية و صلاحيات سلطة سياسية  ، و إتباع أسلوب  دارج  أصبح عادة لإسكات و تكميم الأفواه بالتلويح بالتوزير أو الاستنفاع أو الانتظار على قائمة الترضيات و الترقيات في المناصب ، في حين ينكر أو يخفي صاحب ذلك التكتيك ،  سعيه إلى اكبر مما هو ذلك من سعيه و رغبته للوصول  للسلطة و دور أكبر في الحياة السياسية.

القوى السياسية الاردنية اليوم مطالبة و ليس غدا الدعوة إلى حوار سياسي وطني اردني والاتفاق على الملفات و النقاط لبرنامج وطني يستمد خطوطه و محاوره  العريضة من مسارات التحديث الثلاث والتركيز على البنود ذات الأولوية.

ومن يصل إلى السلطة عليه العمل بها والآخر يراقب ويمارس دور النقد البناء.

مازلنا نقاوم صورة الواقع أو صناعة الحقيقة ، اننا أردنيون للأردن الوطن وكلنا فلسطينيون للقضية المركزية للأمة العربية والإسلامية ،  ولأننا مستهدفون من عدو واحد و همنا واحد و مصيرنا واحد ،  وثوابتنا راسخة ، و هويتنا  الأردنية واضحة ، و جبهتنا الداخلية متماسكة غير قابلة للمساس من هواة الارتجال أو رواد اشعال الفتن و خوض المغامرات غير المحسوبة ، علينا  تجذير ثقافة تقبل الرأي كجزء من مواطنتنا الفاعلة  ، و تكريس  قناعة  مطلقة بقيادتنا الهاشمية الحكيمة وسياستها و مواقفها  الصلبة القوية  لرد و ضحد تهديدات الثكنة العسكرية الاسرائيلية اليمنية المتطرفة ضد الاردن و نزع فزاعة الوطن البديل .

الكلمة مرآة المتكلم و الحرف آثار المتعلم ، هو وطن نختلف فيه لكن  نجتمع عليه و عهدنا له بأن يظل عزيزا كريما آمنا مطمئنا مستقرا.

Share This Article