هل هو معروفٌ.. أم مَذَلة؟!..

وكالة تليسكوب الاخبارية
كان يا ما كان.. في دياجير القيم والفضائل.. أُناسٌ يجعلون من المعروف باباً يُفتح منه نهرٌ من المَنّ.. والذِّكر الدائم.. يتحدثون عن أفعالهم.. كأنها أنجمٌ لا تغيب.. فإذا أسدوا خيراً لشخصٍ عابرٍ.. في لحظة ضعف أو ضيق.. لاحقوه به في كل محفلٍ ومجلس.. وكأنما يريدون أن يشتروه بحسنة واحدة.. ليظل رهينَ جميلهم حتى آخر العمر..

لم يحتسبوا فعلهم عند الله الذي يُجزي بالإحسان أضعافاً.. بل احتسبوه تجارةً خاسرةً تُشهرها ألسنتهم أمام الملأ.. متناسين أن المعروف يُستَر لينمو.. ويضيع إن عُرِّي أمام الأنظار..

هؤلاء المتبجحون بمآثرهم.. يسلبون المعروف قيمته.. حين يجعلونه وسيلة لتلميع ذواتهم.. ويقتلون به معناه في قلب من أُسديَ إليه.. فيتحول الجميل إلى عبء يُثقل صاحبه.. بدلاً من أن يُخفف عنه..

فما أتعس من يرى فعل الخير.. وكأنه دَيْنٌ لا يُسد إلا بالتباهي والامتنان.. أما علموا أن الصدقة لا تُضاعف إلا إذا خَفيت؟!.. وأما فهموا أن الخير الذي لا يُحفظ في صدورهم.. كَسِرٍّ بينهم وبين ربهم.. لن يحمل وزنه أمام الله يوم الحساب؟!..

محمود الدباس – ابو الليث..
😇🙏🌷