
العقبة، الأردن-وكالة تليسكوب الإخبارية – موسى الدردساوي
تحت رعاية معالي رئيس مجلس المفوضين في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف حميدي الفايز، انطلقت اليوم بالتعاون بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، مشروع “تعزيز التنوع الحيوي والقدرة على الصمود للنظم البيئية الساحلية في خليج العقبة”. يأتي هذا المشروع، الذي يُمول من الحكومة الكندية، في إطار جهود رامية لدعم استدامة النظم البيئية البحرية والبرية في المنطقة وتعزيز السياحة البيئية القائمة على الحلول الطبيعية.
يهدف المشروع إلى حماية واستعادة النظم البيئية الساحلية عبر تطبيق حلول قائمة على الطبيعة؛ حيث سيتم استزراع أكثر من 200 وحدة من الشعاب المرجانية الاصطناعية في مواقع مختارة، بعمق يتراوح بين 5 إلى 20 مترًا، وذلك بناءً على دراسات بيئية وعلمية دقيقة. كما يسعى المشروع لاستعادة وزراعة 5 هكتارات من الأراضي المحيطة بالسدود الصخرية والأودية الساحلية، مما يعزز من مرونة النظم البيئية ضد الضغوط البشرية وتغير المناخ.
وأضاف الدكتور أيمن سليمان، مندوب معالي رئيس مجلس المفوضين ومفوض شؤون البيئة والمحميات الطبيعية، “إن هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية ضمن خطة المنطقة الاقتصادية الخاصة للأعوام 2024-2028، ويأتي استكمالاً لمبادرات سابقة مثل إنشاء محمية العقبة البحرية وتسجيلها على القوائم العالمية للحماية، من ضمنها القائمة الخضراء (Green List) للاتحاد الدولي لصون الطبيعة وقائمة اليونيسكو للتراث العالمي مما يعكس التزامنا الثابت بالحفاظ على تراثنا البيئي”.
أكدت كايتلين هايندمان، السكرتير الأول في السفارة الكندية، أهمية المشروع في إطار الجهود الدولية للحفاظ على التنوع الحيوي وتحسين جمع البيانات وتنفيذ الحلول الطبيعية، مضيفة: “إن تمويل الحكومة الكندية لهذا المشروع يعكس مدى الاهتمام الدولي بمنطقة العقبة كمنطقة حيوية، وسيساهم في تعزيز قدرتها على الصمود أمام التحديات المناخية والنشاط البشري المتزايد”.
ومن جانبه، أشار الدكتور نضال العوران، مندوب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن المشروع يتماشى مع استراتيجية البرنامج لتعزيز النظم البيئية الساحلية، مؤكداً على أهمية تبني حلول بيئية مستدامة تدعم المجتمعات المحلية وتمكنها من التكيف مع تغيرات المناخ.
لا يقتصر المشروع على استعادة الموائل البحرية عبر بناء الشعاب المرجانية الاصطناعية وإنشاء مشاتل مرجانية باستخدام الأجزاء المرجانية المتضررة أو المجمعة من النفايات البحرية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى تعزيز الموائل البرية من خلال إدخال أنواع نباتية محلية حول السدود الصخرية التي تحيط بمدينة العقبة. وتستهدف هذه المبادرة الحد من مخاطر الفيضانات المفاجئة والحفاظ على المياه وتعزيز التنوع البيولوجي.
كما يتضمن المشروع برامج لبناء القدرات وإشراك مختلف فئات المجتمع المحلي، مع تركيز خاص على دور المرأة والشباب والمؤسسات البحثية والأكاديمية والمنظمات غير الحكومية، في مراقبة واستعادة التنوع الحيوي. ومن المتوقع أيضًا أن يُحدث المشروع تحولاً نوعيًا في إدارة النظم البيئية الساحلية بخليج العقبة، عبر تعزيز السياحة البيئية وتوفير فرص للمواطنين والسياح لتبني شتلات المرجان أو النباتات المحلية، مما يخلق مصادر دخل مستدامة.
ويمتد المشروع لمدة أربع سنوات، وهو من أولى المبادرات التي تربط بين الأنظمة البيئية البحرية والبرية في خليج العقبة. ومن المتوقع أن يسهم في تحقيق تحول مستدام في إدارة الموارد الطبيعية، بفضل النهج التشاركي الذي يجمع بين الجهات الحكومية والشركاء الدوليين والمجتمع المحلي. كما سيعمل المشروع على دعم السياسات والحوكمة من خلال مواءمة اللوائح المحلية مع الأطر الوطنية والدولية الخاصة بالحفاظ على التنوع الحيوي والحد من مخاطر الكوارث.

