وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم تامر البواليز
من خمسينات القرن الماضي لم ينتهي مسلسل السعي الدؤوب الممنهج لسحب البِساط والكلمة والرأي من المعلم الذي كان وما زال يشكل حالة إرباك عند صاحب القرار
أزمة التعليم برمتها وحصيلتها الغنية بالتجارب تتقاذفها أمواج القرار السياسي الذي يرفض بعِناد وحجج ممجوجة أن يكون المعلمون قادة الرأي في المجتمع بما في ذلك الرأي السياسي وقد كانوا وما زالوا من أبرز الموالين والمعارضين في الوقت ذاته.
مستفز ومنفر وصادم مشهد الجريمة البشعة بحق طالب في مدرسة حكومية تأمر عليه زملاؤه لحرقه بسيناريو آشبه ما يكون لأقذر وأشنع موقف هز الأردنيين حين أقدم حثالة العصر من الدواعش على حرق الشهيد معاذ الكساسبة رحمه الله
لن يجرؤ أحد على الوقوف في وجه محاسبة من تسبب في هذه الحادثة لكن من المستهجن أن يُسلط الأمير الجُند على شعبه !
وزير التربية الأكرم تغاضى عن كل الأنواء المقلقة التي تحيط بالعملية التعليمية في المدارس الحكومية وإستقر فيه الرأي على بث الشكوك واصابع الإتهام للمعلمين في المدرسة قبل أن يدلي القضاء بكلمته ودون ورود اي تصريح معلن من الأجهزة الأمنية التي أدلت بدلوها للإعلام عن حدثين أضرموا النار في زميلهم و التحقيقات جارية!!
وزيرنا وأمناء وزارته عادوا الطالب في المستشفى وقد غاب عنهم زيارة معلمين تعرضوا للضرب والطعن في مدارسهم! وفي حديث الوزير لوالدة الطفل تعهد معاليه بأن الوزارة ستراعي تطبيق آسمى وأرفع وأعلى درجات الجهوزية لتوفير البيئة الآمنة للطلبة في المدارس…. إنتهى الإقتباس
هنا نحيط الوزير علماً :
مبادرة لمدرستي أنتمي أثبتت نجاعة منقطعة النظير ودليل ذلك أن أهم دور تضطلع فيه الوزارة في هذه الفترة هو تشديد قبضة الخِناق على مرتكبي جنحة التغيب عن المدرسة وتكليف المشرفين بإحصاء يومي للأعداد مع العلم أنه لم يتزامن هذا التشديد مع مراجعة لأسباب ودوافع الطلبة للتغيب او التسرب عن مدارسهم !
توفير البيئة الآمنة لا يصح بالكاز وحده وإن غابت عنكم مقترحات عديدة بإستخدام الطاقة البديلة فالأمر لا يبشر بالخير
حرق الطالب بهذه الصورة المؤلمة يحمل وراءه دوافع واسئلة عديدة لا ينبغي تسويفها بتحميل المعلمين مسؤولية الأسرة التي أهملت تربية الطالبين!
المؤسسات التعليمية في المدارس الحكومية أمام تحديات كبيرة باتت لا تمس فقط جودة التعليم وإمتهان كرامة المعلم وغياب الدور المسؤول لوزارة التربية والتعليم المنشغلة بالمبادرات وملازم التدخلات العلاجية بل تجاوز الأمر أن المعلم و الطالب ‘كلاهما’ فقد الأمن على حياته وجسده أيضاً !
يكمن الحل كُله وجُله في إرادة سياسية جادة وصادقة تعيد للمعلم هيبته ونقابته وأن لا يعود مهزوماً في رزقه و كرامته وإذا ما تم ذلك سيسهل تجاوز الكثير من المشكلات و الأخطار ومنها سينطلق الجميع لإصلاح التعليم ونفض غبار عقود من الإهمال
والله المستعان