Ad image

في يوم الكرامة وعيد الأم.. دروس في التضحية لا تنتهي

admT2
3 Min Read

وكالة تليسكوب الإخبارية / موسى الدردساوي mdardasawi@yahoo.com

في الحادي والعشرين من آذار، يتداخل المجد والحب في مشهد فريد، حيث يحتفي الأردنيون بذكرى معركة الكرامة وعيد الأم في آنٍ واحد، وكأن القدر شاء أن يجمع في هذا اليوم بين الفداء المطلق والعطاء الذي لا يعرف حدودًا. ففي صباح هذا اليوم من عام 1968، لم يكن الجيش العربي الأردني يدافع فقط عن تراب الوطن، بل كان يكتب درسًا خالدًا في الإرادة، حين قلب موازين القوة، وأثبت أن الكرامة لا تُشترى ولا تُستجدى، بل تُنتزع بتضحيات الأبطال.

لم تكن معركة الكرامة مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت انعكاسًا لعقيدة راسخة في وجدان الأردنيين، عنوانها الصمود وعدم الرضوخ للهزيمة. لقد واجه الجنود عدوانًا غاشمًا أراد فرض معادلة جديدة للانكسار، لكن الأردن كان له رأي آخر، وكان الإيمان بالأرض والقضية هو السلاح الأقوى. فبين نداءات الأبطال ودمائهم التي روت الأرض، استعاد الوطن كبرياءه، ليصبح هذا اليوم شاهدًا على قدرة الشعوب على الانتصار متى امتلكت العزيمة.

وعلى الضفة الأخرى من هذا اليوم، تقف الأم، بطلة أخرى من طراز مختلف، لكنها لا تقل عظمة عن جنود الكرامة. فهي التي تخوض معاركها اليومية في ميادين الحب والرعاية، دون أن تنتظر وسامًا أو مكافأة، مانحة أبناءها القوة ليكونوا أبطالًا في ساحات الحياة. إنها اليد التي تمسح الجراح، والروح التي تغرس في الأجيال قيم التضحية والولاء، كما غرست معركة الكرامة في ذاكرة الوطن معنى الشرف والكرامة.

ما بين جندي يقف على ثغور الوطن، وأم تمنح الحياة دون مقابل، تتجلى أسمى صور العطاء الإنساني، ليكون هذا اليوم شاهدًا على أن المجد لا يُبنى إلا بالتضحيات، وأن الحب الحقيقي هو ذاك الذي يتجاوز حدود الذات. ففي كل بيت تكتب الأمهات قصصًا من العطاء الصامت، تمامًا كما كتب جنود الكرامة ملحمة من البطولة بدمائهم.

الحادي والعشرون من آذار ليس مجرد ذكرى، بل هو رسالة متجددة بأن الأوطان كالأمهات، تعطي بلا مقابل، وأن الكرامة ليست مجرد نصر عسكري، بل نهج حياة، كما أن الأمومة ليست مجرد رابطة، بل فعل يومي من الحب الصادق. وبينما يحيي الأردنيون ذكرى الكرامة ويحتفون بالأمهات، يظل الوطن شامخًا بمن ضحوا من أجله، وبمن يربّون أجيالًا تحمله في قلوبها، ليبقى الأردن، كما كان دومًا، عزيزًا بشعبه، قويًا بجيشه، مزدهر بفضل قيادته الحكيمة، مضيئًا بحب أمهاته.

Share This Article