Ad image

هل أصبح الهدف كتابة الأسماء.. حين تُكتب الروايات؟!..

dawoud
4 Min Read

وكالة تليسكوب الإخبارية
ليست كل المسيرات غضباً.. وليست كل الاعتصامات ثورة.. فبعضها هتاف في الهواء.. لا يُراد به سوى أن يُسمع الصوت لمن سمعه أصلاً.. وبعضها تكرار لا يضيف شيئاً.. سوى احتقانٍ في شارعٍ.. لا ينقصه توتر.. أو اختناقٍ في طريقٍ.. لا يحتمل مزيداً من الإغلاق..

حين نرى في شوارعنا مَن يخرج غاضباً من أجل غزة.. أو مَن يرفع صوته رافضاً لما يفعله الكيان الصهيوني.. فإننا لا نملك.. إلا أن ننحني احتراماً لهذا الوجع القومي.. ولتلك الروح.. التي لا تزال تنبض بقضايا الأمة.. لكننا في الوقت ذاته نقف لنتأمل.. هل الرسالة لم تصل بعد؟!..

*الدولة الأردنية.. وبكامل أجهزتها ومفاصلها.. لم تترك لبساً في موقفها.. لا في العلن.. ولا في الخفاء.. صوتها كان من أوائل الأصوات.. التي دعت لوقف الحرب.. ولإدخال المساعدات.. ولرفض التهجير.. ولإعادة الإعمار.. ولإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني.. بل وكانت حاضرة في كل محفل.. لتُذكّر وتُطالب وتُندد.. وتتحرك بما تملكه من دبلوماسية.. وشرعية تاريخية.. ومكانة جغرافية.. إذاً فالدولة ليست موضع ضغط.. بل هي شريكة في ذات الهم.. وحاملة لذات القضية.. وتفعل ما باستطاعتها فعله..*

فلماذا لا تتوقف المسيرات؟!.. ولماذا لا تهدأ الاعتصامات؟!..
هنا.. لا بد أن ننظر للأمر بعيونٍ أخرى..

*القائمون على هذه الفعاليات.. ليسوا أعداءً للدولة.. ولا مارقين عن وجع الوطن.. بل ربما هم الأكثر التصاقاً بنبض الشارع.. وهم الأكثر خوفاً أن تُنسى القضية*.. في زحمة الانشغالات المحلية.. أو أن تذوب في حسابات المصالح الدولية.. هم يرون أن الاستمرار في التظاهر.. هو تذكيرٌ دائم.. بأن القضية لا تزال حية.. وأن الصوت الشعبي.. أقوى من أن يخفت.. حتى لو كانت الدولة تقول الشيء نفسه.. فإنهم يعتقدون.. *أن صوت الشارع هو الضامن لاستمرار الزخم.. لا خصومة مع الدولة.. بل خشية من أن تكون وحدها في ميدانٍ ملتهب بالخذلان*..

لكن الواقع لا يرحم النوايا الطيبة..
فالشارع الذي يُغلق.. لا يفرّق بين مسيرة لأجل غزة.. وبين مريض يبحث عن مشفى.. أو موظف في طريقه للرزق.. أو طالب على وشك امتحان.. أو مواطن هده تعب العمل ويريد ان يخلد للنوم.. *وعيون الأمن التي تحرس الوطن.. لا تقرأ اللافتات.. بقدر ما تراقب الطريق والأنفاس*.. فكلما زادت الاعتصامات.. زادت احتمالات الاشتباك.. وزادت الحاجة للانتشار الأمني.. وتحوّلت القضية الكبرى.. إلى صداع يومي في طرقات المدينة..

*الرسالة وصلت للقاصي والداني.. والدولة تتبناها بالكامل..*
فلِمَ الإصرار على التكرار؟!..
هل نخشى أن نُتهم بالصمت؟!.. أم أننا لا نثق بأن الصوت الرسمي كافٍ؟!.. أم أن جزءاً منا.. يريد أن يُثبت حضوره.. لا لشيء سوى أن لا يُنسى اسمه حين تُكتب الروايات؟!..

في بلدٍ كالأردن.. صغيرٌ بحجمه.. عظيمٌ بموقفه.. محدودٌ بإمكانياته.. لكنه مرفوع الرأس بمواقفه.. *لا ينبغي أن نضغط على من هو أصلاً في المقدمة.. ولا أن نرمي بالحجارة في الماء الراكد.. إن كان هناك راكد أصلاً*.. فالتحرك الشعبي في لحظته الأولى كان نبيلاً.. والرسالة كانت صادقة.. لكن المبالغة في التكرار.. تُفقد الرسائل معناها.. وتجعل الغضب مجرد عادة أسبوعية.. لا حدثاً مؤثراً..

*آن للشارع أن يدرك.. أنه ليس وحده الغاضب.. وأن الدولة ليست خصمه.. بل شريكه.. وأن التوقيت الحساس.. يتطلب توازناً.. نُبقي فيه القضية حية.. دون أن نحرق أصابعنا بنارٍ أشعلناها نحن أنفسنا..*

الرسالة وصلت.. فلنُبقِ الصدى نقياً.. لا مشوهاً بضجيج لا ضرورة له..

محمود الدباس – أبو الليث..
😇🙏🌷

Share This Article