Ad image

لكل امرأة قصة.. ولكل قصة ضوء يستحق أن يُسلَّط

dawoud
2 Min Read

وكالة تليسكوب الإخبارية /العقبة – متابعة موسى الدردساوي
لم تكن بيني وبين المهندسة حنين البطوش معرفة شخصية. كما لم تجمعني بها صدفة، ولا قادتني إليها صلة مباشرة، لكنني، وكغيري ممن يتابعون نشاطات جمعية آيلة للثقافة و الفنون وما تقدمه في برنامج “تسليط ضوء”، وجدت نفسي مأخوذًا أمام الهاتف بقصص نساء يتقدمن بالحياة رغم كل ما فيها. قصص لا تعرف التكلّف ولا ترتدي أقنعة الكمال، بل تخرج من عمق الواقع ببساطته وأحلامه وهشاشته أحيانًا، لكنها في النهاية دائمًا ما تُكتب بمداد الإصرار.
شدني البرنامج ليس لأنه يعرض قصصًا، بل لأنه يمنح لكل امرأة صوتًا، وملامح إنسانية تُرى وتُشعر، حتى لو لم تروِها هي بنفسها. فأن ترى سيدة من العقبة، سواء كانت تعمل في مكتب هندسي أو تطهو في مطبخ بيتها، تُقدَّم على أنها قصة نجاح، فهذا بحد ذاته فعل تحريض على الأمل، وتحفيز على الإيمان بالذات.
لم يكن “تسليط ضوء” جلسات تقليدية . ولم يحترف الزيف، ولم يسعَ للمثالية، بل آمن أن في العفوية قوة، وفي البساطة حياة. من يتابعه يخرج بشعور داخلي أن النجاح ليس حكرًا على من يظهرون في الصفوف الأولى، بل ربما يسكن بجوارنا في بيت صغير، أو يضحك في زحمة السوق، أو يمشي بهدوء نحو موعد يومي في عمل متواضع.
المهندسة حنين البطوش، التي تُعد وتُقدم البرنامج، لا تظهر كمتحدثة تقليدية، بل كمستمعة جيدة، تتعامل مع القصص كأنها تحكي نفسها، بحس إنساني عالٍ، وبمسؤولية نادرة في تسليط الضوء دون أن تُبهت من فيه النور. وبالرغم من كثرة ما يتم من جلسات علينا يوميا وما تقدمه من محتوى، فإن ما يقدمه هذا البرنامج لا يمكن أن يُختزل محتوى جلسة عابرة، بل هو فعل مقاومة ناعم ضد ثقافة التهميش والنسيان، وضد اختزال النساء في صور نمطية.
تستحق كل سيدة في العقبة أن تُروى قصتها، لا ليقال عنها إنها ناجحة فحسب، بل ليُقال لكل من تشاهد: أنظري، الطريق ليس مستحيلاً. هذا ما فعله البرنامج، وهذا ما جعلني أكتب، بلا معرفة شخصية، لكن بدافع من إحساس صادق بأن هذا الصوت يجب أن يُسمع، وأن تُرفع له القبعة احترامًا، لأنه آمن بأن كل امرأة، وكل قصة، تستحق أن تُرى.

Share This Article