وكالة تليسكوب الاخبارية
لم يكن يوماً مجرد مؤسسة عسكرية.. ولم يكن أفراده مجرد جنود.. يضعون خوذةً على رؤوسهم.. وينتعلون أحذية الميدان.. بل كان وما زال.. رمزاً لوطنٍ اسمه الأردن.. ينهض إن كبا.. ويقف إن زلّت الأقدام.. ويقاتل إن اختبر التاريخ عزيمته..
في زحمة الضجيج الإعلامي.. وبين طوفان المعلومات.. لا بد من منارة.. لا تهزّها الرياح.. ولا تطفئها أبواق التزييف.. وهنا.. تظهر مديرية الإعلام العسكري.. كالسيف حين يُستل في وجه الافتراء.. لا يرحم الزيف.. ولا يجامل الباطل.. ولا يهادن مَن يحاول مس كرامة جيشنا العربي المصطفوي..
في زيارة لوفد ملتقى النخبة-elite.. التقت العيون بعيون رجالٍ يحملون الحقيقة في صدورهم.. قبل أن يكتبوها على الورق.. عيونٌ واثقة.. وكلماتٌ منضبطة.. لا ترمي جزافاً.. بل تروي تاريخاً حقيقياً.. لم تكتبه الصدفة.. بل سطرته الدماء.. وخطته رايات النصر والانتماء..
كان اللقاء بعطوفة العميد مصطفى الحياري.. مديراً للإعلام العسكري.. لا كمسؤول خلف مكتب.. بل كمقاتل في معركة الوعي.. تحدث بثبات مَن يعرف أنه يقف على جبهة لا تقل حرارة عن جبهة الرصاص.. جبهة تحتاج إلى ذاكرة صلبة.. ووثائق لا تزور.. وإعلام لا يهادن..
وها هو مركز التوثيق العسكري.. كنزٌ في قلب القيادة العامة.. لا يحفظ مجرد أوراق.. بل يحفظ كرامة.. ويحرس ذاكرة وطن.. يوثق كل دمعة أم على ابنها الشهيد.. وكل بسمة قائد عند النصر.. وكل لحظة تردد فيها صوت القسم في صدور الرجال.. الله.. الوطن.. الملك..
في هذا المركز.. لا مجال للتزوير.. ولا متسع للادعاء.. فكل وثيقة تحمل الحقيقة كما هي.. لا كما يريدها المغرضون.. وكل قرار عسكري مصوّر ومحفوظ.. يروي كيف أن رجال الجيش لا يعرفون التراجع.. ولا يوقعون على الاستسلام.. ما دامت قلوبهم تنبض.. والهواء يجري في الرئة..
وحين تحدّث العميد النشمي.. لم يكن يرد على افتراءٍ عابر.. بل كان يبني سداً من الفهم.. ويرسم بعقله ملامح معركة إعلامية خطرة.. هدفها حماية الروح المعنوية للناس.. وتحصين الوعي من سموم التشكيك.. ومن كذب أولئك الذين يرون الحقيقة.. ثم ينكروها.. ويشتُمون الماء بعد أن ارتووا منه..
أما الجيش.. فلم يكن يوماً حامياً فقط.. بل كان شريكاً في البناء.. لا ينافس في السوق.. بل يتدخل إذا ما شعر أن الوطن يحتاج ذراعه.. فالمؤسسة الاستهلاكية العسكرية كانت دوماً الدرع الواقي من جشع السوق.. وسلاح الهندسة الملكي.. ذلك الذي يظهر عند الحاجة.. في زوايا الوطن كلها.. لا يسأل من أين العطل.. بل يبدأ بإصلاحه قبل أن يُسأل..
في حضرة رجال الإعلام العسكري.. تشعر أن الكلمة بندقية.. وأن الجملة خندق.. وأن البيان قذيفة وعي تنفجر في وجه كل باطل.. فهم ليسوا كُتابا عاديين.. بل حرّاسٌ لذاكرة الجيش.. وصنّاعٌ لسردية لن يسمحوا أن يشوّهها أحد..
جيشنا العربي المصطفوي.. ليس مجرد تشكيلات وأرقام وألوية.. هو روح الأمة حين تنهض.. وعزّها حين تغفو.. وسياجها إن حاول الغريب أن يتسلل لحصنها..
فنم أيها الوطن.. على وسادة من أمنٍ صنعه الرجال.. وسجادة من ولاءٍ نُسجت بخيوطٍ من دمٍ وعرقٍ وشرف.. فنحن نعلم أن على الحدود.. هناك رجال لا ينامون.. ليحلم أطفالنا بسلام.. ويحيا الأردني كريماً مطمئناً.. مرفوع الجبين..
ومن على منبر مديرية الإعلام العسكري.. نقول لهم.. أبقوا الحرف مشتعلاً بالصدق.. واجعلوا من الكلمة جندياً.. ومن الوثيقة سلاحاُ.. فأنتم لا تروون التاريخ فقط.. بل تحرسونه.. وترممون الذاكرة.. كلما حاول البعض تخريبها..
سيبقى الجيش العربي المصطفوي.. جيش الثورة العربية الكبرى.. ووريث رجالاتها.. درع الوطن.. وحارس الأمة.. وقصة فخر.. كلما حاول الزيف أن يروي حكاية غير حقيقية.. قال له الإعلام العسكري.. توقف.. فنحن هنا.. والحق لا يُروى إلا كما كان..
شكرأ لمديرية الإعلام العسكري.. مديراً.. وضباطاً.. وافرادا.. ولكم نرفع العقال احتراماً وإجلالا..
محمود الدباس – أبو الليث..