وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب م. محمد عواد الشوبكي
في الوقت الذي يشهد فيه الأردن العديد من التحديات، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، يجب أن ندرك جميعا أن العزوف عن المشاركة في الانتخابات أو التحريض الخفي على الامتناع عنها هو بمثابة دس السم في الدسم ،،
قد يبدو هذا السلوك منطقيا للبعض، ولكنه في الواقع يخفي نوايا خبيثة تهدف إلى تقويض الاستقرار الوطني، وتحقيق أجندات لا تتوافق مع مصالح الأردن وارسال رسائل خارجية تسيء الى امن واستقرار الاردن ،،
تاريخيا، استطاع الأردن، بفضل الله وحكمة قيادته الهاشمية، أن يفلت من ضغوط كبيرة، سواء كانت داخلية أم خارجية ،،
ولا حاجة للسرد التفصيلي فنحن نحتفظ بكل الملفات ونعلم الغث من السمين، لكن يكفي أن نتذكر بعض المحاولات الفاشلة، مثل محاولة ضرب العملة الوطنية، واسباب تعويم الدينار في منتصف التسعينات، ومحاولات اللعب على وتر المكون الأردني الفلسطيني، ومن حاول من خلال مؤتمر الرباط منع ازدواجية الجنسية العربية ومن المستهدف
بها وكل هذه المحاولات كانت تهدف إلى زعزعة الاقتصاد الوطني، ولثني القيادة السياسية عن مواقفها الوطنية الثابتة اتجاه فلسطين والتخلي عنها ،،
قوى ظلامية حاولت استغلال هذه الضغوط، متخذة مواقف ليست اهلا لها ، لان اجنداتها الخارجية لا تتوائم مع المصلحة الوطنية الاردنية ، بل تسعى لتحقيق أهداف تتعارض تماما مع حرص القيادة على أمن واستقرار الاردن ،،
لقد كانت هذه القوى الظلامية، على مر العصور، تتحرك في جنح الليل لهز استقرار الأردن، لكن الأجهزة الأمنية كانت دوما لها بالمرصاد ورجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،،
إذاً، ما علاقة ما سبق بما نقوله الآن؟ المعادلة بسيطة : العزوف عن الانتخابات سيترك فراغا ستستغله هذه القوى، مما قد يدفع البلد نحو المجهول ،،
نحن ندرك تماما الضغوط التي يواجهها الأردن، من بينها موقفه الحازم ضد التهجير، ودفاعه عن الوصاية على الأقصى، ودعمه المستمر لصمود الشعب الفلسطيني ،،
هذه المواقف لا تروق لأعداء الأردن في الداخل والخارج ،،
إن الوقوف خلف القيادة هو مصلحة وطنية قبل أن يكون مصلحة شخصية ،،
يجب علينا جميعا أن نكون رديفا وسندا للقيادة، لقطع الطريق على كل من يحاول استغلال أي فرصة للإضرار بالوطن ،،
حتى لو كان هناك استياء من أداء مجلس النواب، فإن هذا لا يبرر منح الفرصة لمن يريد أن يستفرد بالمشهد السياسي، وانه قادر على اللعب بالسياسات من خلال الجهلة والحاقدين ،،
ان المشاركة في الانتخابات هي واجب وطني يقطع الطريق أمام القوى الظلامية وخفافيش الظلام وفئران السفينة ،،
الأردن يستحق الأفضل دائما ❤️
*م. محمد عواد الشوبكي*