Ad image

لماذا ينوي “حاخام يهودي” الترشّح لمجلس الشعب السوري وماذا يعني نفخه بـ”البوق” في دمشق؟..

dawoud
5 Min Read

كيف كان حال اليهود بزمن الأسد؟ وهذا ما حصل بينهم وبين حافظ الأسد العام 72!

وكالة تليسكوب الاخبارية

فيما تحتل إسرائيل جُزءًا من الأراضي السورية، وتتجوّل بحريّة بجنوبها، ويصل جيشها حتى أسوار عاصمتها، بل وتفرض على السلطات الانتقالية الجديدة عدم حمل السلاح في الجنوب، يطل الحاخام هنري حمرا اليهودي- السوري، ويُعلن ترشّحه غير المسبوق لمجلس الشعب السوري “عن دائرة دمشق”.
وعمدت إسرائيل إلى توسيع رُقعة نفوذها الإقليمي لتشمل كامل مرتفعات الجولان، التي تبلغ مساحتها نحو 1200 كيلومتر مربع، حيث عززت إسرائيل وجودها فيها رغم احتلالها المستمر منذ عام 1967، إلى جانب مناطق إضافية تتجاوز مساحتها 500 كيلومتر مربع في جنوب غرب سوريا، ممّا يُشكّل توغّلًا غير مسبوق داخل العمق السوري.
ويحدث هذا بعد سُقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حيث كان ممنوعُا على اليهود السوريين مُنذ عام 1967 الترشّح للمجلس التشريعي، وكان دخول الحي اليهودي قبل سُقوط الأسد يحتاج إلى تصريح أمني من فرع فلسطين الأمني.
وتُطرح تساؤلات حول رغبة المذكور حمرا الحقيقية ونواياه بالترشّح في الانتخابات المقررة في 5 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وهو ابن آخر حاخام غادر سوريا في التسعينات، وما إذا كان ذلك الأمر يعني تمثيل اليهود في مجلس الشعب السوري، أو تمثيل الصهيونية بوجهها الاحتلالي القبيح في سورية الجديدة، وهي التي اعترفت (تل أبيب) على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن (إسرائيل) هي من أسقطت نظام الأسد.
وقال الحاخام حمرا في بيان حملته الانتخابية: “هذا الترشح ليس تمثيلاً لطائفة فحسب، بل هو تأكيد على أن سوريا الجديدة يجب أن تكون وطناً لجميع أبنائها، بعيداً عن الإقصاء والتمييز الذي فرضته عقود من الديكتاتورية”.
اللافت في هذا المرشح “اليهودي” بأنه يحمل الجنسية الأمريكية، ويعد بأنه سيعمل على إلغاء قانون قيصر دون شروط، وهو القانون الذي فرضته واشنطن على “سورية الأسد” كونها كانت خارج سرب قطيع التبعية، وبزعم جرائم إنسانية ارتكبها النظام السوري السابق ضد “شعبه”.
ونظرًا للعداء التاريخي بين سورية، وإسرائيل، كانت حكومة الرئيس الراحل حافظ الأسد قد قيّدت حركتهم داخل البلد ومنعتهم من السفر حتى العام 1992، لينخفض بعدها عددهم من نحو خمسة آلاف إلى بضعة أفراد، بينهم بخور شمنطوب الذي يتولّى رئاسة الطائفة في سوريا وتسيير شؤونها.
وبحسب مواقع عبرية، وبمُناسبة الأعياد اليهودية، أقام حمرا، المُقيم حاليًّا في دمشق، طقس نفخ في البوق (الشوفار) في أحد كُنس العاصمة السورية، حيث كان عاد حمرا ووالده، وهُما من أبناء الطائفة اليهودية السورية الذين غادروا البلاد إلى الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي في الأشهر الأخيرة أكثر من مرّة إلى سوريا بعد صُعود السلطة الانتقالية الجديدة، في مُحاولةٍ منهم لإحياء التراث اليهودي السوري.
وفي التاريخ الاحتلالي الإسرائيلي، نفخ حاخام جيش الاحتلال شلومو جوريون بالبوق على جبال سيناء عند احتلالها عام 1956، وعند تلّة المغاربة عند احتلال شرقي القدس عام 1967، وينفخ المستوطنون بالبوق في “عيد الاستقلال” (النكبة) سنويًّا.
وتُطرح تساؤلات هُنا، فيما إذا كان نفخ البوق في دمشق الذي أقدم عليه الحاخام المذكور إيذانًا ببدء احتلال دمشق، أو السيطرة عليها تباعًا، فمع كل نفخة تعني عند الصهاينة إعلان “الهيمنة والسيادة الإسرائيلية”.
وظهرت منشورات لحملة حمرا الانتخابية مُلصقة على جدران عدد من الأبنية، ضمت صورته وخلفه العلم السوري الجديد “الأخضر” مُرفقًا بتعليق “مرشح دمشق لعضوية مجلس الشعب السوري”.

ويرد اسم حمرا على قائمة المرشحين لعضوية مجلس الشعب التي تضم 1578 مرشحاً، 14 في المائة منهم نساء.
ومع وجود علامات استفهام كبيرة حول ما إذا كان يهود سورية يكنّون بالولاء لسورية، أو لإسرائيل، وسيكون شأنهم فيها شأن أي أقليات من المسيحيين، والدروز، والشيعة لهم حق المُواطنة في سورية.
وبالعودة للعام 1972، بعد سنتين من تولّي الرئيس الأسبق حافظ الأسد السلطة في سورية، جاء وفد من وجهاء الطائفة اليهودية إلى مكتب رئاسة مجلس الوزراء اللواء عبد الرحمن الخليفاوي، وعند سؤالهم عن حاجاتهم أجابوه: “نريد أن ننتسب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي”.
الخليفاوي سألهم من جهته عن الأسباب وأجاب أحدهم: “ولماذا لا؟ ألسنا مواطنين سوريين؟ هل هناك أي مانع قانوني أو دستوري من انتسابنا إلى الحزب الحاكم؟”، رد الخليفاوي بالنفي وطلب مُهلة للتشاور مع حافظ الأسد، الذي رفض بشكلٍ قاطع انتسابهم.

وفرض الأسد الأب منذ مطلع سبعينيّات القرن العشرين قيودًا على ما تبقّى بعد نكبة عام 48 من يهود دمشق وحلب، تمنعهم من مغادرة سوريّة، وتلزمهم البقاء فيها، كي لا يغادروها، وتحديدًا إلى فلسطين، كما فرض عليهم قيودًا أخرى مُتّصلة بحرّيّة تصرفهم بأملاكهم ومصالحهم التجاريّة في سورية.
وتستعدّ السلطات السورية الانتقالية، الأحد، لتشكيل أول برلمان على وقع انتقادات تطول آلية الاختيار، مع استبعاد الانتخابات المباشرة من الشعب، وإقصاء 3 محافظات خارجة عن سلطة دمشق.
ويُعيّن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع ثلث أعضاء مجلس الشعب، المؤلف من 210 مقاعد. وتنتخب هيئات مناطقية عيّنها الشرع ثلثي الأعضاء المُتبقّين.

Share This Article