وكالة تليسكوب الإخبارية
في العصور القديمة، كانت العبودية تأخذ شكلًا واضحًا: إنسان يُباع ويُشترى، يعمل لغيره مقابل لقمة عيش أو تحت سوطٍ من جلدٍ. ومع مرور الزمن، تخيّل الناس أنهم تحرّروا من تلك السلاسل، وأن الإنسانية دخلت عهد الحرية والاستقلال. لكنّ الحقيقة المرة أن العبودية لم تنتهِ، بل تغيّرت أدواتها فقط، ولبست ثوبًا جديدًا اسمه البنك، ووجدت في البنوك سيدًا حديثًا يتحكم في مصائر الناس كما كان السادة يتحكمون بعبيدهم قديمًا.
عبودية من نوع جديد
اليوم، لم يعد السيد يرفع السوط، بل يرفع نسبة الفائدة. لم يعد العبد يُجلَد في السوق، بل يُستنزف في دفعات شهرية لا تنتهي. من يطرق باب البنك طالبًا قرضًا لشراء بيتٍ أو سيارة أو مشروع، غالبًا ما يوقّع بيده على عقد عبودية مالية، يربطه بالبنك لعشرات السنين، يعمل ليل نهار ليس لسدّ حاجاته، بل لسداد دينٍ يتضاعف مع الوقت.
إنها عبودية بلا قيودٍ حديدية، لكنها أشد قسوة؛ لأن العبد القديم كان يعرف أنه عبد، أما عبد البنك، فيظن نفسه حرًّا.
من يربح في النهاية؟
في الأزمات الاقتصادية، تنهار الشركات، وتتعثر المصانع، ويخسر التجار، إلا البنوك. فهي دائمًا الرابح الأكبر.
المحامي حسام العجوري