Ad image

أما آن لكم أن تغاروا؟!..

dawoud
2 Min Read

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب محمود الدباس – ابو الليث

أما آن للأيادي أن تمتد لتغرس البذور في حقول العطاء؟!.. أما آن للقلوب أن تنبض حباً للوطن كما يفعل الرجال العظماء؟!.. في زمنٍ ازدحمت فيه المقاعد.. وقلَّ الرجال.. يظهر لنا نموذج يختزل أسمى معاني المسؤولية والإنسانية.. رجل استحق أن يُذكر بصدقه وإخلاصه.. قبل أن يُذكر باسمه ومنصبه.. رجل علمنا أن المسؤولية ليست تشريفاً بل تكليفٌ يسير في عروق الرجال.. كما يسري الدم في قلوب الأوفياء..

هذا الرجل يبدأ يومه بسجدة خاشعة في جنح الفجر.. ويفتح بابه قبل الموظفين.. ليستقبل كل من طرق بابه أو ناشده حقاً.. ينظر في عيون الناس بصدق.. ويستمع بإنسانية.. ويضع توقيعه على الحلول.. كما يضع بصمة أفعاله على القلوب.. تسلسل في الخدمة كما تسلق الجبال.. بخطوات ثابتة.. يسبق بها الزمن.. ويترك خلفه بصمات من نور..

لا يعرف للراحة طريقاً.. ولا للكسل عنواناً.. فتراه في الميدان حيث الحاجة.. وفي المكتب حيث العمل.. يسابق الوقت ليغرس في ذاكرة الوطن نموذجاً قلّ أن يتكرر..

نعم.. إننا نتحدث عن الاخ الكبير قدراً وعمراً.. معالي يوسف العيسوي “أبو الحسن”.. الرجل الذي أتعب من سيأتي بعده.. رجل لم يكتفِ بخدمة العرش الهاشمي.. بل جعلها رسالة حياة.. إنه النموذج الذي على كل مسؤول أن يغار منه.. أن يُقدّر حجم الأمانة.. وأن يترجمها إلى عملٍ خالص لله ومن ثم الوطن.. فهل يحين يومٌ يكثر فيه أمثال هذا الرجل؟!..

محمود الدباس – ابو الليث..

Share This Article