
وكالة تليسكوب الاخبارية – مكتب العقبة متابعة الإعلامي موسى الدردساوي
بمشاركة عشرين فتاة من مستفيدات مركز شابات رحمة، نُظمت ورشة توعوية سلطت الضوء على ظاهرة التنمر، وتناولت آثارها النفسية والسلوكية، إضافة إلى الحلول والاستراتيجيات اللازمة للحد من انتشارها بين فئة الشباب.
الورشة، التي تندرج ضمن برامج التوعية المجتمعية للمركز، ركزت على أهمية تعزيز قيم الحوار والتسامح، وتفعيل دور برامج الإرشاد النفسي والاجتماعي في الوقاية من السلوكيات السلبية.
المدربة غدير الهواشلة، أكدت خلال الورشة على أهمية إطلاق حملات توعية مستمرة، تستهدف الفئات العمرية المختلفة، وتُعنى بتثقيف المجتمع حول سلوكيات التنمر، وكيفية التعامل معها من منظور نفسي وتربوي.
تناولت الورشة عدة محاور رئيسية، أبرزها مفهوم التنمر وأنواعه: اللفظي، الجسدي، والإلكتروني، إلى جانب تحليل الأسباب النفسية والاجتماعية التي تؤدي إلى ظهور هذا السلوك، مثل التنشئة الأسرية غير السليمة، وضعف المهارات الاجتماعية، والتأثير السلبي لوسائل الإعلام ومواقع التواصل.
رئيسة مركز شابات رحمة، سائدة نوفل، أشارت إلى أن التنمر يُعد نتاجًا لعدة عوامل مترابطة، منها غياب التوعية المجتمعية، وتراجع دور الأسرة، وتزايد الضغوط النفسية لدى الشباب، مشددة على ضرورة تفعيل الدور التوعوي للمؤسسات الرسمية والمدنية.
وفي مداخلة لها خلال الورشة، أكدت الدكتورة ثروات المعاقبة، مديرة مديرية شباب العقبة، على أن قضايا مثل التنمر تستوجب تكامل الجهود المؤسسية والتربوية والمجتمعية، مشيرة إلى أن المديرية تعمل على دعم مثل هذه المبادرات النوعية التي تستهدف تمكين الشباب، وتحصينهم فكريًا ونفسيًا. وقالت:
“نؤمن بأن التوعية ليست خيارًا، بل ضرورة، وأن الفتاة الواعية قادرة على أن تكون عنصر تغيير داخل أسرتها ومجتمعها. ومن هنا، نثمن جهود مركز شابات رحمة في طرح هذا الموضوع بشفافية وعمق.”
كما ناقشت الورشة الآثار النفسية والاجتماعية للتنمر على الضحية، مثل انخفاض الثقة بالنفس، تراجع التحصيل الدراسي، الشعور بالعزلة والاكتئاب، مع التأكيد على أهمية الدعم النفسي من قبل العائلة والأصدقاء، ومحيط المدرسة أو المجتمع المحلي.
وفي ختام الورشة، فُتح باب النقاش أمام المشاركات لتبادل آرائهن وتجاربهن الشخصية، في جلسة تفاعلية اتسمت بالصدق والتأثر، وأجمعت المشاركات على أهمية تكرار مثل هذه الورش، لما لها من أثر ملموس في رفع الوعي وتعزيز الثقة بالنفس لدى الفتيات.