Ad image

في حضرة الصلاة… امتدت يدُ الغدر

dawoud
2 Min Read

وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم د.سهام الخفش

كانوا يصلّون…

قلوبهم معلقة بالسماء، لا يحملون في قلوبهم سوى الرجاء، ولا في أيديهم سوى الشموع. دخلوا كنيسة مار إلياس في سوريا كما يدخل المؤمن بيتًا من بيوت الطمأنينة، يسألون الله سلامًا ومحبة، ويتضرعون من أجل وطن أنهكته الحروب، وأرواح أنهكتها الخيبات.

لم يكن في الكنيسة سلاح، ولا سياسة، ولا خصومة مع أحد. فقط وجوه أنهكها الانتظار، وأكفّ ترتجف من الدعاء، وقلوب تنبض بالإيمان.

ثم دخل الموت…

دخل من توهّم أن قتله للعابدين هو بطولة، ومن ظن أن سبيله إلى “الخلود” يُعبَّد بأشلاء الأبرياء. دخل وفي رأسه صورة مشوَّهة عن الجنة، وفي قلبه حقد أعمى لا يعرف الله ولا يعرف الرحمة. دخل وفجّر نفسه في أجساد طاهرة، وادّعى باسم الدين ما لا يمتُّ إلى أي دين بصلة.

بأي ذنب قُتلوا؟

باسم من سُفكت دماؤهم وهم يتهامسون بالأمل؟

ومن منح القاتل الحق في أن يقرر مصير من كانوا يرفعون أكفهم إلى السماء؟

أي دين يرضى أن يتحوّل بيت عبادة إلى ساحة مجزرة؟

أي شريعة تقبل أن يُقتل المصلّون، ويُزجّ باسم الله في جريمة كهذه؟

إنها ليست عبادة، ولا جهادًا، ولا بطولة… إنها جريمة، وخيانة لكل ما هو مقدس وإنساني.

ما حدث في كنيسة مار إلياس ليس فقط هجومًا على أبرياء، بل طعنة في قلب الإنسانية، ونداء صارخ بأن الإرهاب لا دين له، وأن كل من يبرر له، شريك في الجريمة.

سلامٌ على أرواحكم النقية،

سلامٌ على صلاتكم التي لم تكتمل،

وسلامٌ على أجراس الكنيسة التي ستظل تقرع رغم الصمت، شاهدة على جريمة لن تُنسى.

ولتُرفع الصلاة مرةً أخرى…

من أجل أن يبقى الإيمان أملًا لا ضحية،

ومن أجل أن لا يُقتل الإنسان في بيوت الله.

Share This Article