وكالة تليسكوب الاخبارية – خاص /حصري – متابعة نجلاء الصباح
في كل مهرجان ناجح هناك من لا يظهر تحت الأضواء بل يصنعها الفنان مالك برماوي كان ذلك القلب النابض خلف كواليس مهرجان جرش على المدرج الروماني يعمل بصمت يراقب كل تفصيلة بعين الفنان وحرص المسؤول لا يحتاج لكاميرا توثق جهوده يكفي أنه حاضر في كل زاوية في كل لحظة وفي كل نبضة من نبضات الحدث كان يتحرك كأنه نسخة حية من خارطة المهرجان تراه على خشبة المسرح يطمئن على تجهيزات الفرقة ثم تلتفت لتجده خلف الكواليس يتابع الأمور اللوجستية ثم تسمع صوته عبر الهاتف يعطي توجيهاته وبين كل ذلك لا ينسى أن يضحك أن يحمس الفريق وأن يغضب حين يختل إيقاع العمل غضب المحب لا المتسلط
الهاتف في يده مرة وعلى أذنه مرة أخرى وفي جيبه الثالثة لا يترك تفصيلة للصدفة وكأن كل زاوية من المدرج تحفظ خطواته حضوره يشبه المايسترو ولكن من نوع آخر ما بين الحزم والمرونة المزاح والعمل تجد شخصا لا يعرف الراحة بل يعرف أن النجاح لا ينجز إلا بكثير من التعب وكثير من القلب
ولأن حضوره لا يكتفي بالمتابعة والتنظيم كانت له بصمة خاصة في ختام المهرجان حين جمع الفنانين والموسيقيين في لحظة فرح وطنية تناغموا فيها على أنغام أردننا أرض العزم وارخت عمان جدائلها كانت لحظة صادقة نابعة من القلب إلى القلب وبعد أن ضج المدرج بأصوات الحضور وامتلأ بالمحبة والفن ووسط تلك اللحظات التي لا تتكرر وقف في المنتصف والتقط صورة الوداع بلحظة صمت بعد أن غادر الجميع وانتهى الحفل وفرغ المكان بقي هو وحده هناك عينه على المقاعد الفارغة وصوته في داخله ما زال يردد الأغاني ونظراته تبوح بشوق للفن ولهفة للموسيقى وحنين لصوت الأغاني التي توحدنا وتمنح هذا الوطن معنى أجمل.
شكرا Malek Brmawi لأنك لا تعمل فقط بل تصنع فرقا وتترك أثرا








