الاتفاق على وقف حرب غزة ،هل هي مجرد التقاط انفاس واستراحة المحارب ،وهل تتجدد الحرب بعد حين ؟!!
وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب م: محمد عواد الشوبكي
هي مجرد إعادة تموضع في السياسة الخارجية الامريكية ومراجعة حسابات وهي لا تعدو كونها إجراءات تكتيكية لا استرانيجية،،
الرؤية التراميية لصفقة القرن والتتطبيع واتفاقيات ابراهام لن تتوقف ،خاصة وان الكل يتوق لسحب سلاح حماس وعدم عودتها للساحة السياسية من قريب أو بعيد ،،
تحت ضغط إلحاح إهالي الأسرى على ترامب وتنامي الغضب الشعبي الدولي واسطول الصمود ، وتململ الرأي العام الداخلي الأمريكي من استمرار الدعم لإسرائيل ، وان اسرائيل باتت عبأ على امريكا ،واعادة الحلفاء الأوروبيين في مراجعة حساباتهم في دعم اسرائيل تحت وقع الضغط الشعبي وعدم تحمل ما يجري من أعمال إبادة بشعة،تحت كل ذلك اضطر ترامب للتدخل لوقف الحرب ،،
بالمقابل لدى امريكا مصالح جيو سياسية في المنطقة العربية وضغط الدول العربية في اجتماعات الأمم المتحدة على امريكا للضغط على اسرائيل لوقف حربها ومجازرها ،،
أضف إلى ذلك ،التحديات التي تواجهها امريكا مع روسيا والصين،كلها عوامل ضغط لتبريد جبهة غزة ولو إلى حين ،،
حاول الرئيس الأمريكي النجاح في الملف الأوكراني أو الحماية التجارية مع الصين ولكنه فشل ،فكان لابد أن يجد ضالته في وقف حرب غزة كانجاز له ،وهو يعلم أن الانتخابات النصفية للكونغرس هي في شهر نوفمبر من العام القادم والتي قد يخسرها الجمهوريون وبذلك أراد أن يبدو منتصرا في وقف حرب غزة وتقديم ذلك هدية للرأي العام الأمريكي كي لايخسر الحزب الجمهوري قواعده الشعبية لصالح الديموقراطيين ،،
هذا على المدى المنظور ،ونحن نعلم أن لا عهود مع يهود ،فما أن يبدء العالم بالنسيان ويتم تجريد المقاومة من سلاحها وينسى الشارع الإسرائيلي موضوع الرهائن ،فان نتن ياهو او قادة إسرائيل في المستقبل سيعاودون الكرة ،ويكون من السهل عليهم تهجير أهل غزة ،خاصة وان المساكن تنتظرههم في سيناء ، وبما أن الدول العربية تعاني الأمرين اقتصاديا ،فان الأرضية جاهزة لاستقبال صفقة القرن وتنفيذها بحذافيرها ،،
إذن والحديث يطول .أعتقد انها مجرد استراحة محارب تكتيكية لا اكثر ، تكون اسرائيل استعادة أنفاسها وأخذت العبر من حرب غزة ،وستستمر السياسة الإسرائيلية في إعادة رسم خرائط المنطقة وتصفية كل مايقف في طريق مشروع اسرائيل الكبرى، وتصفية النفوذ الإيراني وإعادة تقسيم سوريا ،وما يجري من رخاء في سوريا هو جمعة مشمشية ،وقد يتبعها تصفية النفوذ التركي ولربما تدمير القوة الباكستانية النووية ولو بعد حين ،،
ولن تدع اسرائيل أية قوة إقليمية أو دولية تقف في طريقها لتحقيق أحلامها ،وسيتم تصفية كل من يقف في طريقهم على مراحل ،،
هذا التحليل ليس تحيزا لاسرائيل، فأنا لا اجيد دغدغة العواطف ،بل هو قراءة في الواقع وفي الرؤية الصهيونية ،وتوازن القوى الذي يعمل لصالح إسرائيل وحليفها الاستراتيجي متمثلا في الولايات الأمريكية وضعف الموقف العربي ، ولا ننسى أن أهل غزة قد دفعوا الثمن والويلات وينشدون الرخاء وحتى لو اظطروا للهجرة لاماكن اكثر هدؤا خاصة وأن غزة لا يوجد فيها بيئة صالحة للحياة وتحتاج سنوات وسنوات للتعافي ،ولن يؤمنوا باي موقف عريى أو موقف أي فصائل ثورية ،فقد شبعوا من ذلك ،سواء مواقف شجب عربي أو شحن ثوري على حد سواء ،،
وسيستمر ذلك إلى حين ،والى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ، أليس كذلك ؟!!