وكالة تليسكوب الإخبارية – بقلم المحامية آية توفيق المهيرات
أتأمل سروها البهي وأقول :
لم تكن مشاجرة عابرة في يومٍ عاديّ كفيلة بأن تُخفي وهَج الجامعة الأردنية، ولا أن تُشوّه تاريخًا ممتدًا من المجد والعطاء .
في يوم الخميس، شهدت الجامعة الأردنية مشاجرة محدودة، كانت أشبه بغيومٍ عابرة في سماءٍ صافية.
تصرفات فردية لا تمثل إلا أصحابها، سرعان ما انحصرت وتم التعامل معها، وبقيت الحقيقة ناصعة كما عهدناها:
أن الجامعة الأردنية أكبر من كل حدث!
وأنها أسمى من كلِّ محاولة للنيل منها !
لكن المؤسف أن هناك من يتربّص ( كما العادة ) ، ومن ينتظر بصبر لا ينفد لأيِّ لحظة عابرة ليشوّه الصورة!
وكأنهم يغارون من هذا الصرح الذي ما زال بعد أكثر من ستين عامًا:
رمزًا للعلم
ذاكرةً للوطن
وبيتًا أول لكل أردني وأردنية !
نقول لهؤلاء، وبكل فخر:
وتبقى الأردنية هي الأمّ، الأم التي احتضنت أبناءها من الشمال إلى الجنوب، ومن كل محافظةٍ وقريةٍ ومدينة .
كانت الوطن الصغير الذي جمع الجميع على مقاعد العلم والمعرفة.
الأم التي خرّجت القادة وحماة الوطن والمعلمين والمحاميين والمهندسين وفرسان التغيير وغيرهم الكثيرين ، وصنعت من عقول طلبتها إنجازاتٍ نفاخر بها العالم.
نقول للمتربصين :
الجامعة الأردنية ليست مجرد مبانٍ وجدران، بل هي حكاية وطنٍ كُتبت على جدرانها أسماء الراحلين والعاملين، وذكريات الطلبة الذين حملوا معها الحلم إلى الحياة.
نقول لهم :
فيها زرعنا البدايات، وتحت ظلالها كتبنا أولى الحروف، وعلى مقاعدها حلمنا بمستقبلٍ أفضل لأنفسنا ولبلدنا.
نقول لهم :
قد تمرّ عليها أحداث عابرة، وقد تُثار حولها ضوضاء !
لكن يبقى جوهرها نقيًّا كالماء الذي يروي شجرة العلم فيها منذ تأسيسها.
ومهما حاول البعض أن يشوّه صورتها، تبقى الأردنية الأصل، تبقى النبض، تبقى المنارة التي تهدي الدروب في زمنٍ كثرت فيه الضوضاء وقلّ فيه الوفاء.
منها البداية، وإليها الوفاء.
ومن يعرفها حقّ المعرفة، يدرك أن الجامعة الأردنية ليست فقط جامعة، بل هوية وطنٍ وذاكرة شعب، لا يمكن أن تُختصر في حادثةٍ عابرة !
وستبقى الأردنية، وستبقى دائمًا، الأمّ التي لا تُنسى مهما تغيّر الزمن.