Ad image

شجون عربية: (رسالة من شهيد الى عائلته).

dawoud
3 Min Read

شجون عربية:(رسالة من شهيد الى عائلته).

وكالة تليسكوب الاخبارية – العراق

اعذروني ان كنت أورثت لكم الحزن والتيه والهجرة والبرد والجوع، لكنكم تعرفون جيدا ان يدي لم تمتد للمال العام ولم تسوقني قدماي لما لا يرضي ضميري ولم افكر يوما الا بمصلحة الشعب أولا..سامحوني حين تجدوا الذين بذلت من أجلهم روحي وجسدي ودمي وقد جلسوا على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المقاهي للتنظير والنقد اللاذع بدون ادنى انصاف أو واقعية، ولم يقدموا لكم المساعدة، ولم يؤوكم في منازلهم ولم يقبلوكم لاجئين في مدنهم وقراهم.
لا تستغبروا عندما لم تسمعوا احد يذكرنا أو يمدحنا وحتى لو سمعتوا من ينتقدنا بقساوة، رغم ان كلامهم اقسى من حرارة الرصاص والشظايا التي مزقت أجسادنا وتسببت في ضيق صدرنا والبرودة والغشاوة قبل أن نغادر هذه الدنيا، أني متأكد أن يوم ما ولو بعد حين سوف تظهر الحقيقة، وسوف يعرفون اننا اعطينا كل شئ من أجلهم ومن أجل الوطن والعقيدة، ولم كن كاذبين، ولم نكن ممن مر على الحياة بلا معنى ولكنا لا ندعي النبوة ولا العصمة من الخطأ.

عائلتي الكريمة؛ لقد تربينا منذ الصغر على حب الناس والارض ومعاداة الظلم والطغيان، ولكن كانت مشكلتنا التصديق والثقة بالاخر حتى صدقنا هؤلاء المنافقين حين قالوا أنهم سوف يقفون معنا بالسلاح والمال والاعلام حين وقوع المنازلة الكبرى وان عدونا اذا تجرأ على الدخول لأرضينا وأراضيهم سوف يكون هناك زلزال مدمر تحت أقدام عدونا من قبل الحكومات وحراك شعبي هادر في المدن من جاكارتا في الشرق حتى الرباط في الغرب، والان تركونا لوحدنا نواجه عدو لا يعرف الرحمة ولا شرف الخصومة يقف خلفه عالم يدعي العادلة وحقوق الإنسان وحق الشعوب بتقرير المصير!!.
ما يؤلمنى عندما تمر عيون وخيال أصدقائنا الاحياء على صورنا، وكأني بهم قادة خسروا المعركة أو وقعوا بالاسر، وقد شعروا بتأنيب الضمير لكون الموت فرق بيننا وخطفنا وتركهم لقساوة الموقف..كما يؤلمني عندما اشعر أن طفلا أو شابا مراهقا من اولادنا في لحظات ضعف حين الحاجة لنا، أن يتمنى ان نكون في سفرة او مرض أو لم نتصدى للعدو في ساحة المعركة حتى لا نستشهد ونتركه لمصاعب الحياة..
اخيرا وليس اخرا لست أدري بعد سنوات طويلة من وفاتي، ماذا يكون من أمركم وأمر البلاد التي استشهدنا من أجلها، أرجو أن تكون أفضل مما انتم فيه الان، ولكن خذوا مني هذه الوصية؛ لا تكونوا طيبين مثلنا ولا تصدقوا الاخرين بشكل مطلق فالسياسة لعبة قذرة، وإذا انتفضتم على الظلم والفساد فاجهزوا على الظالمين وطغاة ولا تنسوا كلابهم ووعاظهم، ولا تقعوا بالخطأ الذي وقعنا فيه ولاة حين مناص.
اللهم احفظ العراق وشعبه وكل بني الإنسانية.
كريم

Share This Article