وكالة تليسكوب الاخبارية – بقلم الكاتب د. ماجد الخواجا
وصلت بغداد فجر الليلة كانت بذات المشهد الذي تركته في عمان عند النظر اليهما من الطائرة . كأنه ذات الحلم والوجع الجامع للمدن والشعوب العربية. في الطريق من مطار بغداد الى وسط المدينة حيث كان المطار خارج بغداد كلها عند إنشائه ، لكنه الآن أصبح داخل المدينة بسبب التوسعات العمرانية العمودية والعرضية منها لأن بغداد تشتهر بكونها ذات طراز من المباني العائلية التي هي عبارة عن بناية من طابقين مع حديقة منزلية مستقلة. تشاهد حالة نهضة عمرانية حديثة وعصرية في مختلف أحياء بغداد. تشاهد ورشات عمل كبيرة لبناء الجسور والأنفاق وتوسعة الشوارع وما يرافقها من بنى تحتية . هناك ازدحامات تأخذ شكل اختناقات مرورية في معظم أرجاء بغداد وهذا يعود لعديد المركبات الهائل والى ورشة التحديث للبنى التحتية فيها . لا تشاهد في بغداد تلك الحواجز والمتاريس التي اكتظت بها مفاصل المدينة أثناء الحرب الأهلية ذات الصبغة الطائفية وتواجد التنظيمات المسلحة الارهابية والتي تكللت بالاختلال الداعشي لأكثر من ثلث مساحة العراق. فالشوارع مفتوحة على وسعها والأمن منتشر وملاحظ بشكل مريح .
بغداد ممتدة لمسافات تتجاوز 150 كم من جميع الاتجاهات وذات تلاوين متباينة حيث تجمع الطابع العمراني العصري وتشاهد الأبراج والمجمعات السكنية فائقة الفخامة، وبجوارها تقبع عشوائيات بائسة مكتظة ببشر تجمعوا ذات معاناة كيفما اتفق، وتشاهد بغداد العتيقة بمبانيها الفلاحية المستقلة ذات الطابع العائلي. وهذا كله قد يجتمع في حي أو شارع واحد . بغداد عانت كثيرا عبر التاريخ ممن حاولوا احتلالها واغتصاب تاريخها الضارب في عمق التاريخ . ربما لأنها منبسطة وممتدة على جانبي نهر دجلة بما يجعلها عرضة للعدوان عليها .