وكالة تليسكوب الإخبارية – م . محمد عواد الشوبكي
في الوقت الذي على مايبدو فتور في العلاقات مابين ترامب ونتنياهو ، تتصاعد وتيرة المجازر في غزة ،،
ترامب يحاول إطفاء حرب غزة ولو إلى حين تحقيقا لمصالح أميركا ، خاصة وأن تبريد هذه الجبهة يتزامن مع تبريد جبهة اليمن وإيران وان لا تفتح عدة جبهات على أميركا ،خاصة مع اندحار حليفة امريكا الهند مع باكستان والخشية أن يؤدي ذلك لصحوة إسلامية لا يمكن وقفها ومنع انتشارها ،مما يهدد مصالح أميركا والغرب في الصميم ،،
هي استراحة محارب ولا يعني ذلك التخلي عن حليفه الاستراتيجي اسرائيل ، خاصة وأن المعتدلين في إدارته باتو يدركون أن اسرائيل لم تحسم ملف غزة وأنها أضحت عبئا على الحليف الأمريكي في ظل السخط الشعبي للشعوب الغربية وحتى الشعب الأمريكي على مجازر اسىرائيل واستنزاف جيوب دافعي الضرائب من الشعب الأمريكي جراء الوقوف مع حليف خاسر الا وهو اسرائيل ،،
فكان لا بد من توزيع الاهتمامات في كل دولة زارها من السعودية وقطر والإمارات ،،
ففي السعودية لم يتطرق ترامب للتطبيع مع السعودية بل ركز على الملف السوري ورفع العقوبات ، فكيف يبحث ذلك مع السعودية ولم يتم إنهاء حرب غزة أو تصفية حماس كما تريد. اسرائيل ،،
بينما في قطر ركز على ملف إنهاء حرب غزة ووقف الحرب وإعادة الرهائن ،ومحاولته قطع الطريق على نتن ياهو ، خاصة وأن قطر تتولى ملف غزة والمفاوضات بين حماس وإسرائيل كوسيط ،،
أما في محطته الأخيرة الامارات فقد يتطرق إلى ملف التطبيع واتفاقيات ابراهام ، وقد لا يتطرق ،،
امريكا لا يمكن أن تستمر في مواكبة اهداف اسرائيل في تقسيم سوريا أو السكوت على مجازر غزة والتي اعترف ترامب بوحشيتها وهو ما أغضب نتن ياهو ، ناهيك عن إعلان ترامب الاعتراف بدولة فلسطينية وهذا بفضل الصمود الاسطوري للشعب الفلسطيني وليس نتاجا للموقف العربي الضعيف أو أوراق الضغط العربية ،،
وبعد أن كان الهدف تصفية حماس إذ بترامب يعلن أن لحماس سيكون دور في إدارة قطاع غزة ، وبعد أن كان يقال تصفية حماس والقضية الفلسطينية إذ بالموقف الأمريكي ينقلب ، لكم دولة فلسطينية مقابل عدم تهديد أمن اسرائيل وهذا فرق كبير بالمعنى ،مما استشاط غضب نتن ياهو وعدم جدوى أهدافه التوسعية ونرجو أن يكون ذلك بمثابة النهاية لهذا الكيان اللقيط ، وما القصف الجنوني الاخير لقطاع غزة والذي ترافق مع زيارة ترامب إلا دليل على فشل اسرائيل وبداية النهاية لهذا الكيان المغتصب والغاشم ،،
أن عدم زيارة ترامب لهذا الكيان هو دليل على غضبه من نتن ياهو بحيث لم يقدم له ما يبرر زيارته وهو وقف العدوان والحرب على غزة وإنجاح صفقة المبعوث الأمريكي ويتكوف ،فهل انتهى شهر العسل بينهما ،نأمل ذلك ،،
وهل كل ما ذكر أنفا مؤشر على بداية إفتراق الأهداف الأمريكية عن الأهداف الإسرائيلية ام يعدو تكتيكا مرحليا لحين انجلاء الأمور ،،
على جميع الأحوال الحرب في غزة فتحت عيون العالم وأصبحت قضية عالمية بامتياز ، وهذا ما يفسر تفاهم ترامب مع الحوثيين ، بأن هدفه حماية السفن الأمريكية وعلى اسرائيل أن تقلع شوكها بأيديها وان تتحمل تداعيات تحديها للحوثي وإيران ، وعليها ايقاف حرب غزة مقابل توقف الحوثي عن قصفها ،،
كل ما ذكر يدل على انعطافة في السياسة الأمريكية لن تعجب اسرائيل خاصة وأن ترامب أعلن أكثر من مرة امريكا اولا ،،
وهذا ما أثبته ترامب من إجراء صفقات مع السعودية ودول الخليج ، وهو لصالح امريكا في المقام الأول قبل أن تقع في مستنقعات الحروب في الشرق الأوسط مستفيدة من عدة ملفات من بينها الملف العراقي والافغاني ،،
خاصة وأن احلام اسرائيل التوسعية في تحقيق حلم اسرائيل الكبرى لايمكن أن تتماهى معها الإدارة الأمريكية وتدفع أثمانها ،،
ولا ننسى حالة الغليان داخل إسرائيل ضد نتن ياهو وان تطلعاته أصبحت غير مجدية وتهدد وجود اسرائيل وان امريكا سرعان ما تتخلى عن أي حليف مهما كان ، وفي ظل وجود فاعلين كبار على الساحة كروسيا والصين .وقوى إقليمية كتركيا وإيران وتصاعد قوة باكستان وحاجة امريكا للتكيف مع ذلك بمعزل عن اسرائيل ، خاصة وأن العوامل الجيوسياسية تلعب الدور الهام في سياسات الدول العظمى ،،
فهل كل ذلك يشكل انعطافة في السياسة الأمريكية ، وإعادة تموضع في سياسة امريكا كما يقال في عالم السياسة حسب المصالح الأمريكية ، ولن تكون في صالح اسرائيل على المديين المنظورين حاليا ومستقبليا ،،
وان سياسة الاحتواء افضل لامريكا من المواجهة المباشرة ،أليس كذلك ؟!!
م . محمد عواد الشوبكي